تـــــعريف بـــمـدونـــتـــــنــــــــــــا

هي عباره عن مدونه قانونيه تهدف إلى نشر الوعي القانوني ,وتوضيح النصوص والإجراءات القانونيه للقضايا المتعلقه بالمرأه لتكون على علمٍ وبينه بما لها وماعليها من حقوق, ونستقبل فيها أيضاً إستشاراتكم القاونيه لنعرضها على المختصين ويجيبوا فيها عليكم.







الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

أهمية دور المحامي في المجتمع

 
 
 
جريدة الاقتصادية العدد 4040 الثلاثاء 19 رمضان 1425هـ، الموافق 2 نوفمبر 2004
أهمية دور المحامي في المجتمع
نايف السلطان،
إن المحامين يُسخرون معرفتهم في المجتمع وخبرتهم في النشاطات الاجتماعية كافة، مسهمين في التأكيد على مبدأ العدالة، لأن فقدان هذا المبدأ يعني فقدان الثقة في النظام الاجتماعي.
مما لا شك فيه أن المحامين يضطلعون بمهام بالغة الخطورة في المجتمع وأن مهنة المحاماة تبدو أحد العناصر الرئيسية التي ترتكز عليها العدالة، وأنها تشارك القضاء والادعاء العام في تحقيقها.
إنها تسهم في مساعدة القضاء في إيضاح الحقائق لتأتي أحكامه معبرة عن روح العدالة المتمثلة في إقرار الحق ودفع الظلم. إن الطبيعة القانونية لمهمة المحامي تختلف عن مهمة أي مهني آخر كالأطباء والمهندسين وغيرهم، ذلك لأن المحامي إذا كان يدافع عن عميله وعن مصالحه إلا أنه لا يتقيد بآراء العميل ويتمتع بحرية واسعة في توجيه الدفاع، هذا فضلاً عما تضطلع به مهنة المحاماة من دور مهم في الحياة القانونية يتسم بالطابع الاجتماعي، فالمحاماة تعتبر مرفقاً مهماً وتمارس في المجتمع بشكل يؤمن تفاعلها معه، لأن المحامين طليعة من المثقفين وهم بحكم مهنتهم يتصلون بالجماهير ويعملون على حل مشاكلهم القانونية، وهم مؤهلون لتقريب القانون إلى قلوب المواطنين وتسيير تحقيق العدالة، كما أن المحامين يُسخرون معرفتهم في المجتمع وخبرتهم في كافة النشاطات الاجتماعية مسهمين في التأكيد على مبدأ العدالة، لأن فقدان هذا المبدأ يعني فقدان الثقة في النظام الاجتماعي. إن المحامي يستمد صلاحيته في ممارسة مهنته من نص القانون أولاً ومن الاتفاق ثانياً في حال وجود عقد بينه وبين عمليه، والمحامي عندما يتولى الدفاع عن عمليه سواء كان محامياً مختاراً من قبل العميل أو منتدباً من قبل المحكمة، يخضع لعدة قوانين، إضافةً إلى قانون المحاماة المنظم لهذه المهنة، منها قانون المرافعات الشرعية، وقانون الإجراءات الجزائية. فهو إذن يستمد سلطته أو صلاحياته من هذه القوانين، وليس من الاتفاق مع العميل، أما الاتفاق فلا يعدو أن يكون وسيلة لتحريك نشاط المحامي، ذلك النشاط الذي تتدخل القوانين بعدئذٍ في توجيهه. إن نشاط المحامي المهني وإن بدت عليه غلبة الصفة الخاصة لأول وهلة، إلا أن التعمق في طبيعة هذا النشاط واستيعاب أبعاده يجعل النظرة إليه عكسية، ذلك لأن نشاطه يمس المصلحة العامة في صميمها وهو تحقيق العدالة التي تتطلبها حماية النظام الاجتماعي. فالدفاع عن عضو بريء في الهيئة الاجتماعية هو بالتأكيد حماية للمجتمع، وعلى الدولة أن تولي ذلك اهتماماً بالغاً لأن إدانة بريء ظلم كبير وقد قيل بحق (إن الإحساس بالظلم شيء خطير، وليس ثمة أخطر من إنسان يحس بأنه مظلوم، لأنه سيتحول إلى طاقة انفجارية رهيبة عندما يشعر أن لا أحد يقف إلى جانبه ويرفع عنه الظلم في الدولة والمجتمع). كما أن توضيح الحقائق والأدلة أمام القضاء لإدانة المتهم كي ينال جزاءه ويجبر الأضرار التي سببها مهمة تقتضيها العدالة، كل ذلك يؤكد أهمية مهنة المحاماة في المجتمع وارتباطها بالمصلحة العامة، فهي بالتالي تساعد القضاء على القيام بدور أساسي في تركيز أخلاقيات عدالة المحاكمة، وترسيخ جذورها في ضمائر المجتمع. والمحاماة تعتبر علماً وفناً ورسالة، فهي علم، بل من أقدم العلوم في المجتمعات القديمة والحديثة التي ارتكزت عليه في تطور حضارتها، والمحاماة اليوم علم قانوني يدخل في نطاق العلوم القانونية الأساسية التي تقوم على دعائم راسخة من العلوم العقلية والإنسانية. وهي فن وسيلته الخطابة منذ أقدم العصور، وأسلوبه أدب رفيع سطره وصوره قلم ويراع شهدت له الأيام بجمال التصوير وسحر الأداء. وهي رسالة وخاصةً في المجتمعات المعاصرة التي شهدت تطوراً حقيقياً في الأداء والأهداف، فبعد أن كان دور هذه الرسالة قديماً يتمثل في الوصول إلى إظهار الحق بين المتقاضين والذود عن المواقف في الخصومة القضائية، أصبح اليوم ذا أبعاد أكثر اتساعاً وشمولية بحيث تجاوز ساحات القضاء إلى رحاب المجتمع والدفاع عن الحريات الاجتماعية في المحافل الدولية، ولا شك أن المحاماة تتضمن في الواقع أنواعاً ثلاثة من الأنشطة تهدف بصورة موحدة إلى ضمان توفير المساعدة القانونية لأي فرد يحتاج إليها، ومن هذه الأنشطة الثلاثة: تقديم الاستشارة القانونية، وتمثيل الفرد في الدعوى القضائية، والدفاع عنه خلال المحاكمة، وبتقديم المشورة القانونية ينير المحامي الطريق أمام العميل خاصةً عند وجود المشاكل القانونية، حيث يقدم له وصفاً موضوعياً لحقوقه والتزاماته بالنسبة لمركزه القانوني، ويخبره عن الوسائل التي يوفرها القانون للمحافظة على حقوقه، ويرشده إلى أوجه الدفاع المتوافرة تجاه ادعاءات خصومه، ويوحي إليه بالإجراءات التحفظية التي تعمل على حماية مواقفه، ويرشده إلى الاستخدامات الصحيحة للأدلة التي ترجح نجاح دعواه في حالة توافر هذه الأدلة أو البحث عن تلك الأدلة غير المتوافرة التي تضمن لأن يكون الحكم في صالحه، وعمل التطور الاقتصادي والاجتماعي على زيادة عدد القوانين في المجتمعات، خاصةً المجتمعات العربية، ما أسبغ الأهمية على وظيفة الاستشارة القانونية عند المحامين، وهذه الاستشارات ارتبطت بعالمنا الحاضر بصياغة العقود التجارية حيث أصبح تدخل رجل القانون ذا أهمية أساسية عند عقد الصفقات حتى يمكن للمتعاقدين تجنب المنازعات والخصومات عند تنفيذ هذه العقود، وتمثيل الخصوم في الدعاوى القضائية يسمح للمحامي أن يحل محلهم في تحريك الدعوى القضائية والإشراف على الأعمال والإجراءات القضائية، وهو مما له أهمية خاصة في الدعاوى المدنية نظراً لأنه أصبح من المستحيل على الفرد العادي طبقاً للنظم القانونية المعمول بها في الدول المختلفة أن يمارس هذا النشاط الذي أصبح له حرفية خاصة لا يسيطر عليها إلا من حصل على ثقافة خاصة في المجال القانوني.
ويعتبر الدفاع عن العميل عند المحاكمة نشاطاً صرفاً تقوم به تلك الطائفة التي يطلق عليها اسم المحامون، حيث ينصب هذا النشاط على قيام المحامي بعرض أسانيد الأطراف في الدعوى عن طريق الكتابة أو شفاهة سواء كان ذلك في الدعوى المدنية أو الدعوى الجزائية. 
وبناءً على ما سبق يتضح جلياً أن الالتجاء إلى المحامي له مبررات اجتماعية واضحة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
إن الفرد العادي من وجهة النظر الفنية يجهل كيفية التعامل مع القضاة ولا يعلم طرق عرض دعواه.
ومن وجهة النظر الأخلاقية يعتبر المحامي هو من ينادي عليه للدفاع عن الطرف في الدعوى فيسارع بتلبية النداء ويقدم المعونة والمساعدة لمن يطلبها.
إذا كان البعض يعتبر المحاماة أشرف مهنة لأن وظيفتها الدفاع عن الحق وتدعيم تنفيذ وتطبيق القانون، فإن البعض الآخر لا يقتصر على تبيان أهمية هذه المهنة من وجهة النظر الفنية البحتة، بل يؤكد أن المحاماة تنظيم اجتماعي يرتبط بصورة مباشرة بالبناء الاجتماعي.
ونظراً لأهمية دور المحامي في المجتمع باعتباره أحد العناصر التي ترتكز عليها العدالة، فقد وصفها بعض فقهاء القانون بأنها مهنة سامية, والبعض الآخر وصفها بأنها أسمى مهنة في الوجود، وبعضهم وصفها بأنها وظيفة في خدمة المجتمع، بل إن بعض الفقهاء وصفها بقوله: (نشأ المحامون ليؤدوا خدمة عامة وهم يساهمون في توزيع العدالة، لقد أراد القانون للمتقاضين مستشارين يتشحون بأوسمة الشرف ويحوزون على ثقة الناس).
كم هي عبارات مفعمة بالأمل والثقة، فهل نقابلها بذلك.

أكاديمي ومستشار قانوني.

من رسائل القروب القانوني
للإشتراك في القائمة البريدية أرسل رسالة إلى lawgoogel@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيكم يهمني